مئات البلدات الأوكرانية بلا كهرباء بعد ضربات روسية


أغارت روسيا مجدداً بطائرات «مسيّرة»، الاثنين، على كييف ومدن أوكرانية أخرى، حيث أعلن الجيش الروسي أنه أصاب كل أهدافه، في حين كثف الاتحاد الأوروبي دعمه العسكري لأوكرانيا مع إطلاقه مهمة لتدريب 15 ألف جندي أوكراني على أراضيه وتخصيص تمويل جديد قدره 500 مليون يورو لإمداد هذا البلد بالأسلحة.
حيث طالبت كييف بفرض عقوبات أوروبية على طهران، بعد ساعات على استهدافها بمجموعة مسيّرات يعتقد أنها إيرانية، دعا عدد من الوزراء الأوروبيين إلى معاقبة إيران إذا ثبت تورطها في الحرب الروسية-الأوكرانية، حيث نفت طهران هذه الاتهامات، وتوعدت بالرد على أي إجراء ضدها.
وفي خضم الأحداث الميدانية المتسارعة، بدأ حلف شمال الأطلسي «الناتو» تدريبات عسكرية «روتينية» لاختبار منظومته للردع النووي في أوروبا.
ستة قتلى
وقتل ستة أشخاص بالضربات الروسية التي نفذّت بطائرات مسيّرة، صباح الاثنين، على أوكرانيا خصوصاً على العاصمة كييف ومنطقة سومي في شمال شرق البلاد. وأكد الجيش الروسي أنه «أصاب» كل أهدافه.
قال المسؤول في الرئاسة الأوكرانية كيريلو تيموشنكو: إن عدد القتلى بالهجوم الذي نفذ بطائرة مسيّرة على مبنى سكني ارتفع إلى ثلاثة.
وفي وقت سابق، كان رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال أعلن أن ضربات روسية عدة استهدفت منشآت حيوية في ثلاث مناطق أوكرانية منها العاصمة كييف، ما أدّى إلى انقطاع التيار الكهربائي في «مئات البلدات».
وأكد أن «كل الخدمات تعمل حالياً مطالباً سكان تلك المناطق الثلاث «خفض استهلاك الكهرباء، خصوصاً في ساعات الذروة».
وفي كييف، بعد أسبوع من الضربات الروسية السابقة على العاصمة، «تضررت منشآت طاقة ومبنى سكني»، كما أشار شميغال.
وأكدت الرئاسة الأوكرانية: «هناك قتلى وجرحى إثر الضربات الروسية التي استهدفت منطقة سومي، حيث أبلغ حاكم المنطقة دميترو جيفيتسكي عن ثلاث وفيات حتى الآن.. وفي دنيبروبتروفسك أسقط جنودنا ثلاثة صواريخ أطلقتها روسيا.. لكنّ صاروخاً أصاب منشأة بنية تحتية لتزويد الطاقة».
سُمع دوي انفجارات في الصباح وكانت صفارات الإنذار قد أطلقت قبل وقت قصير من الانفجار الأول.
وشاهد صحفي في وكالة «فرانس برس» إحدى المسيّرات تسقط على مبنى، فيما كان شرطيّان يحاولان إسقاطها بأسلحتهما.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على شبكات التواصل الاجتماعي: «طوال الليل والصباح، يرهب العدو السكان المدنيين». وأضاف: «يمكن أن يهاجم العدو مدننا، لكنه لن يتمكّن من تحطيمنا».
وأفادت الإدارة العسكرية في كييف أن «أربع ضربات سجلت» في العاصمة التي تستهدفها القوات الروسية منذ بداية الأسبوع الماضي.
من جانبه، أكّد الجيش الروسي أنه أصاب كل أهدافه في أوكرانيا، بعد ضربات استهدفت صباحاً منشآت حيوية في ثلاث مناطق أوكرانية وتسببت بانقطاع التيار الكهربائي عن بلدات.
وقالت وزارة الدفاع الروسية على تلغرام: «واصلت القوات الروسية المسلّحة شنّ ضربات جوية وبحرية بعيدة المدى بأسلحة عالية الدقة على منشآت القيادة العسكرية وأنظمة الطاقة في أوكرانيا. أُصيبت كل الأهداف».
مسيرات انتحارية
وبعيد الانفجارات، أعلن رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك «تعرضت العاصمة لهجمات بواسطة طائرات مسيّرة انتحارية». وقال يرماك عبر مواقع التواصل الاجتماعي «يعتقد الروس أن هذا سيساعدهم، لكن هذا يظهر يأسهم».
وكتبت وزارة الدفاع الأوكرانية على «تويتر»: «خلال الساعات الـ13 الأخيرة، اعترض الجيش الأوكراني 37 طائرة مسيرة إيرانية من طراز شاهد-136 وثلاثة صواريخ كروز روسية».
وفي جنوب البلاد، كان الجيش تحدّث في وقت سابق عن إسقاط 26 طائرة مسيّرة من طراز شاهد-136 ليل الاثنين، وهي طائرات إيرانية اشترتها موسكو بحسب الغرب وأوكرانيا، الأمر الذي تنفيه طهران. وفي 10 تشرين الأول/ أكتوبر، طال قصف روسي غير مسبوق منذ أشهر من حيث كثافته ومداه كييف وعدداً من المدن الأوكرانية، فأوقع 19 قتيلاً على الأقل و105 جرحى وأثار موجة تنديد دولية.
وجرى القصف رداً على عملية تفجير دمرت جزءاً من جسر القرم، المنشأة ذات الأهمية الرمزية والإستراتيجية التي تربط البر الروسي بشبه الجزيرة التي ضمتها موسكو عام 2014. ولم تعلن كييف مسؤوليتها عن التفجير كما أنها لم تنف ضلوعها فيه.
روسيا تحذر إسرائيل
والاثنين، حذّر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف إسرائيل من تداعيات تزويد أوكرانيا بالأسلحة، قائلاً إن أي خطوة تصب في إطار دعم القوات الأوكرانية ستضر بشدّة بالعلاقات الثنائية.
وقال ميدفيديف الذي شغل في الماضي منصبي الرئيس ورئيس الوزراء في بيان على تلغرام: إن إسرائيل تستعد على ما يبدو لتزويد نظام كييف بالأسلحة.
من جانبه، بدأ حلف شمال الأطلسي تدريبات عسكرية «روتينية» الاثنين لاختبار منظومته للردع النووي في أوروبا، في ظل توتر مع روسيا التي هددت باستخدام أسلحة نووية في أوكرانيا.
تكثيف الدعم لأوكرانيا
وكثف الاتحاد الأوروبي دعمه العسكري لأوكرانيا مع إطلاقه مهمة لتدريب 15 ألف جندي أوكراني على أراضيه وتخصيص تمويل جديد قدره 500 مليون يورو لإمداد هذا البلد بالأسلحة. وصرح مسؤول أوروبي «إنها سابقة كبرى بالنسبة للاتحاد الأوروبي»، مؤكداً «لم نقم من قبل بمهمة بهذا الحجم».
ويصادق وزراء خارجية الدول الـ27 على القرارين خلال اجتماع في لوكسمبورغ على أن تبدأ المهمة العمل فوراً، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية.
وتُجرى عدة مهمات تدريب في عدة دول أعضاء ولا سيما في ألمانيا وفرنسا، حيث يتم تدريب عسكريين أوكرانيين على استخدام مدافع وقاذفات صواريخ ودفاعات جوية أرسلها الأوروبيون لأوكرانيا.
والهدف الإجمالي بحسب مصدر أوروبي هو تقديم «تدريب أساسي» لـ12 ألف جندي أوكراني و«تدريبات متخصصة» لـ2800 جندي آخر.
تدريبات الردع النووي
وبدأ حلف شمال الأطلسي تدريبات عسكرية «روتينية» لاختبار منظومته للردع النووي في أوروبا، في ظل توتر مع روسيا التي هددت باستخدام أسلحة نووية في أوكرانيا.
وأكد الحلف الأطلسي أن هذه التدريبات المقررة حتى 30 أكتوبر والمخطط لها قبل العملية الروسية في أوكرانيا، تمثل «تدريباً منتظماً ومكرراً ولا علاقة له بالأحداث العالمية الجارية».
وتجرى هذه التدريبات الروتينية التي أطلق عليها اسم «ستيدفاست نون»، في منطقة جوية واسعة فوق بلجيكا والمملكة المتحدة وبحر الشمال، بمشاركة 60 طائرة، بينها القاذفات الأمريكية بعيدة المدى من طراز B-52.
وتشارك 14 دولة من أصل 30 دولة عضو في الحلف، بدون فرنسا التي تستقل سياستها المتعلقة بالردع النووي عن الحلف الأطلسي.
وأصر الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ على المضي قدماً في التدريبات على الرغم من التوترات مع روسيا.
وقال الأسبوع الماضي: «ستكون إشارة سيئة للغاية إذا ألغينا فجأة تدريبات روتينية مخططاً لها منذ فترة طويلة بسبب الحرب في أوكرانيا». وأوضح: «يجب أن ندرك أن السلوك الحازم والمتوقع لقوات الناتو العسكرية هو أفضل وسيلة للحؤول دون التصعيد».
عقوبات على إيران
دعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا لفرض عقوبات أوروبية على إيران، بعد ساعات على استهداف كييف بمجموعة مسيّرات. وقال كوليبا على «تويتر» إنه «طلب المزيد من الدفاعات الجوية والذخيرة ودعا الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على إيران لتزويدها روسيا بالمسيّرات»، في إشارة إلى الطائرات الإيرانية المسيرة التي تستخدمها روسيا في أوكرانيا.
ويستعد الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على إيران بسبب «قضايا حقوق الإنسان» وحذر عدد من الوزراء من فرض عقوبات جديدة منفصلة إذا ثبت تورط طهران في حرب روسيا على أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، خلال مؤتمر صحفي أسبوعي: «الأنباء المنشورة عن تزويد إيران روسيا بطائرات مسيرة لها أطماع سياسية، وتنشرها مصادر غربية. لم نوفر أسلحة لأي طرف من الدولتين المتحاربتين». وحذّرت إيران من أنها ستردّ بشكل «فوري» على العقوبات التي يتوقع أن يفرضها عليها الاتحاد الأوروبي.