18 أبريل 2024 05:34 9 شوال 1445
مصر 2030رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر
المنوعات السياحة في مصر

الأشعة المقطعية تكشف أسرار مومياء الصبي الذهبي ببدروم متحف التحرير

المومياء
المومياء

كشفت الأشعة المقطعية والطباعة ثلاثية الأبعاد، أسرار مومياء الصبي الذهبي المخزنة في بدروم المتحف المصري بالتحرير لأكثر من قرن، وقد تم نشر نتائج هذه الدراسات العلمية بمجلة Frontiers in Medicine اليوم 24 يناير 2023، والتي أسفرت عن كشف هوية هذه المومياء وحالة حفظها وما تحتويه من أسرار.

تم العثور على هذه المومياء ملفوفة بالكامل بالكتان عام 1916، داخل مقبرة من العصر البطلمي (حوالي 300 ق.م.) بمدينة إدفو بمحافظة أسوان حيث تم نقلها وحفظها، آنذاك، ببدروم المتحف المصري بالتحرير دون فحص لأكثر من قرن من الزمان، حتي تم فحصها لأول مرة عام 2015 من قبل الدكتورة سحر سليم أستاذ الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة، بالتعاون مع صباح عبد الرازق مدير عام المتحف المصري بالتحرير، ومحمود الحلوجي المدير الأسبق للمتحف، باستخدام الأشعة المقطعية، بشكل آمن، من خلال الجهاز الموجود بالمتحف واستخدام الأشعة المتقدمة وبرامج الكمبيوتر الحديثة وكذلك الطباعة ثلاثية الأبعاد.

وأوضحت الدكتورة سحر سليم، أن المومياء لصبي توفي عن عمر يناهز 15 عاما، وأنه تم تحنيطها بإتقان كبير، وتم إزالة المخ من خلال فتحة الأنف ووضع الحشوات والراتنج داخل تجويف الجمجمة، كما تم إزالة الأحشاء من خلال شق صغير أسفل البطن ووضع الحشوات والراتنج بداخل الجسم، بينما حرص المحنطون علي الإبقاء علي القلب الذي تم رؤيته في صور الأشعة بداخل تجويف الصدر.

وأضافت الدكتورة سحر سليم، أن الأشعة أوضحت ما بداخل اللفائف حيث ترتدي المومياء قناعًا ذهبيًا وصدرية مصنوعة من الكارتوناج وصندلًا من النسيج.

وأوضحت صور الإشاعات المقطعية الثنائية والثلاثية الأبعاد، عن وجود حوالي 49 تميمة مرتبة ترتيبًا منمقًا في ثلاث أعمدة بين طيات اللفائف الكتانية وبداخل تجويف المومياء، كما أظهرت الأشعة أيضا 21 شكلًا مختلفًا للتمائم مثل عين المعبود حورس والجعران وتميمة الأفق والمشيمة وعقدة إيزيس والريشتان، وغيرهم.

ومن خلال نتائج قياسات الأشعة تبين أن 30 تميمة من التمائم المكتشفة داخل المومياء صنعت من الذهب بينما باقي التمائم صنعت من الأحجار أو الفيانس، بالإضافة إلى تميمة علي شكل لسان من الذهب وضعت بداخل فم المتوفي ليتمكن من التكلم في العالم الآخر، كما يوجد تميمة على شكل أصبعين أسفل الجذع لحماية فتحة التحنيط، وتميمة أخرى كبيرة من الذهب لجعران القلب موجودة بداخل تجويف صدر المومياء، والذي تم عمل مستنسخ منه باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد.

وأكدت الدكتورة سحر سليم، أن الدراسة كشفت عن وجه المومياء لأول مرة بعد إزالة اللفائف بشكل افتراضي بتقنية الأشعة المقطعية، حيث أتاحت الدراسة فرصة فريدة لاكتشاف أسرار تحنيط المومياء دون المساس باللفائف، وكما تركها المصريين القدماء.

ومن جانبها، أوضحت صباح عبد الرازق، أن الدراسة ألقت الضوء علي الحياة الاجتماعية في مصر القديمة منذ آلاف السنين؛ فأعطت الدراسة فهمًا عميقًا لمعتقداتهم وطقوسهم الجنائزية، وبراعتهم التقنية في التحنيط والحرفية في صياغة التمائم وعمل الأقنعة والزخارف.

وأشارت الدراسة إلى تقدير قدماء المصريين للأطفال، حيث تمتعت هذه المومياء بطقوس جنائزية مميزة تمكنها من البعث بالحياة الأخرى حسب معتقدات المصريين القدماء، بالإضافة إلى إظهار المكانة الاجتماعية الرفيعة لصاحب المومياء فهو صبي حظي بطقوس جنائزية عالية المقام، إلى جانب حالته الصحية الجيدة حيث أنه كان يتمتع بأسنان وعظام سليمة وبلا علامات تدل علي أمراض أو أعراض سوء تغذية.

وساعد استخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في التصوير الطبي بالأشعة ثلاثية الأبعاد في تقديم رؤية قيمة للمومياء، ما دعم قرار إدارة المتحف المصري بالقاهرة لنقل المومياء من بدروم المتحف لعرضها داخل قاعات العرض به، حيث لقبت بـ"مومياء الصبي الذهبي".

وتساهم عرض صور الأشعة المقطعية بجانب المومياء في عرض متحفي مميز يمنح زوار المتحف تجربة فريدة تدعم تواصلهم مع الحضارة المصرية القديمة.

الآثار المتحف المصري بالتحرير الأشعة المقطعية المومياوات

مواقيت الصلاة

الخميس 05:34 صـ
9 شوال 1445 هـ 18 أبريل 2024 م
مصر
الفجر 03:53
الشروق 05:25
الظهر 11:54
العصر 15:30
المغرب 18:24
العشاء 19:45
click here click here click here click here click here click here click here
البنك الزراعى المصرى
البنك الزراعى المصرى