«الأزهر للفتوى» يواصل فعاليات دورته التدريبية لشباب المعاهد العليا بالغردقة


واصل أعضاء مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية محاضراتهم الدعوية والتثقيفية، بالمدينة الشبابية بالغردقة، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، وذلك في إطار دور الأزهر الشريف وعلمائه في رفع الوعي المعرفي والتوعوي للشباب بالقضايا المجتمعية المعاصرة، ومواجهة الانحرافات السلوكية والفكرية التي تهدد أمن المجتمع واستقراه.
حاضر خلال اليوم التدريبي الثاني الشيخ يوسف محمد، والشيخ ياسين عبدالله، والشيخ ذكريا متولي والشيخ أسامه النعناعي - أعضاء الفتوى بالمركز العالمي للفتوى الإلكترونية بمشيخة الأزهر الشريف.
وتحدث المحاضرون عن العديد من المفاهيم، أهمها: الغاية من خلق الإنسان، وكيفية تعزير اليقين والإيمان، وأهم حيل المشككين في الدين وكيفية مواجهتها بعلم وإيمان ووعي، وضوابط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فضلا عن عقد ورش عمل عن كيفية استثمار الوقت.
وأوضح المحاضرون أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت هي اللغة المتداولة بين قطاعات كبيرة من الناس، بداعي العلم أو العمل أو حتى الترفيه، مع ضرورة أن يكون استخدامها نافعًا لا ضرر فيه، لافتين أن هناك ضوابط شرعية لاستخدامها هذه الشبكات، وأن كل فرد مسؤول أمام الله عن ما ينشره، وسيحاسب عليه، محذرين من مخاطر الاستخدام السلبي لوسائل التواصل وأنها قد تضعف علاقة الإنسان بربه، وقد تؤثر على فكر الإنسان واعتناقه أفكار خاطئة أو متشددة، فضلا عن تداول الشائعات الكاذبة التي تنال من استقرار الوطن وأمنه أو التشكيك في الدين، كما حذر المحاضرون من كافة الألعاب الإلكترونية التي تدعو للعنف أو تحتوي على أفكار خاطئة يُقصد من خلالها تشويه العقيدة أو الشريعة وازدراء الدّين.
وعن استثمار الوقت، بيّن أعضاء مركز الأزهر للفتوى، أن شغْلُ جميع الأوقات باستخدام مواقع التَّواصل الاجتماعي إهدار لقِيَم الاقتصاد والاعتدال والتَّوسط التي حضَّ عليها الإسلام، وأن للناس في رسول الله ﷺ قدوة حسنة في حسن استثمار الوقت، حيث غرس ﷺ قيمة الوقت في نفوس الصحابة الكرام، وعلمهم كيفية الحفاظ عليه واستثماره، حتى كانوا أكثر الناس حرصًا على وقتهم، ولا تكاد تمر لحظة دون أن يتزودوا فيها بالعمل الصالح أو العلم النافع أو مساعدة الغير، وخلال ورش العمل تم مناقشة كيفية تحديد الأهداف بدقة وتحقيقها وطرق تجنب التسويف، كما تم عرض بعض النماذج الإيجابية المتمكنة من مهارات استثمار الوقت.
وهدفت المحاضرات اليوم إلى بناء وعي معرفي لدى الشباب للوقاية من الشبهات، والعمل على إزالة المفاهيم المغلوطة لديهم، وتحصين الشباب ضد التشكيك أو الاستقطاب، وتأسيس منهج معرفي لتقوية المناعة الفكرية لدى الشباب.
كما قدم المحاضرون محتويات علمية ونقاشات موسعة تدعم هذه المعالجات، والرد على الشبهات بأسلوب علمي شرعي، والتأصيل لثقافة دينية ترتكز على الفهم الصحيح.