برنامج الأغذية العالمي: سكان الفاشر يواجهون المجاعة والموت جوعًا وسط الحصار


حذّر المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لشرق وجنوب أفريقيا، إريك بيرديسون، من الكارثة الإنسانية المتفاقمة في مدينة الفاشر المحاصرة بولاية شمال دارفور السودانية، مؤكدًا أن مئات الآلاف من السكان يواجهون خطر الموت جوعًا في ظل انقطاع شبه تام للمساعدات الإنسانية.
وقال بيرديسون، في تصريحات نقلها مركز إعلام الأمم المتحدة، إن الفاشر باتت معزولة بالكامل عن المساعدات، بما فيها تلك التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي، مشيرًا إلى أن بعض السكان باتوا يقتاتون على علف الحيوانات وبقايا الطعام، في ظل ندرة المواد الغذائية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني نتيجة إغلاق طرق التجارة وخطوط الإمداد.
وأوضح المسؤول الأممي أن السودان يواجه حاليًا أكبر أزمة جوع في العالم، حيث يعاني نحو 25 مليون شخص — أي ما يعادل نصف السكان — من انعدام الأمن الغذائي الحاد، في حين يعاني 3.5 مليون امرأة وطفل من سوء التغذية.
وأشار بيرديسون إلى أن برنامج الأغذية العالمي يواصل تقديم دعم نقدي رقمي لنحو ربع مليون شخص في الفاشر، مما يسمح لهم بشراء ما تبقى من الغذاء في الأسواق، إلا أن هذه المساعدات لا تلبي حجم الاحتياج الكارثي، مما يجعل من الضروري توسيع نطاق المساعدات العينية.
وفي السياق ذاته، كشفت كورين فليشر، مديرة سلسلة الإمداد في برنامج الأغذية العالمي، أن الشاحنات المحمّلة بالمساعدات الغذائية جاهزة لإيصال الإغاثة إلى الفاشر، لكنها شددت على ضرورة الحصول على ضمانات واضحة للمرور الآمن لتأمين وصول الإمدادات الإنسانية إلى المدينة المنكوبة.
واختتم بيرديسون بالتحذير من أن "الناس سيموتون إذا لم يُسمح للعاملين في المجال الإنساني بالوصول الفوري والمستمر إلى الفاشر"، مشيرًا إلى تقارير عن تصاعد أعمال العنف والنهب والاعتداءات الجنسية التي يعاني منها السكان، وخاصة أولئك الذين يحاولون الفرار من المدينة.