مختار جمعة: التجاوز في حق البيئة بإفسادها بمثابة قتل النفس


قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف نائبًا الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء في افتتاحية النسخة السابعة من مؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: نهى ديننا الحنيف عن قتل النفس والإفساد في الأرض، حث على العمل على ما يحفظ النفس الإنسانية ويحييها، فقال سبحانه : "أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا".
وأكد على أن القتل قد يكون قتلًا مباشرًا وقد يكون قتلًا غير مباشر، فإنتاج أو بيع الطعام الفاسد الذي قد يؤدي استخدامه إلى إزهاق النفس قتل للنفس، وإنتاج أو بيع الدواء الفاسد الذي قد يؤدي إلى إزهاق النفس قتل للنفس، فإذا كان منتج أو بائع هذا الطعام أو ذاك الدواء عالمًا بأنه يؤدي إلى القتل فتناوله إنسان فمات فهو قاتلٌ عمدًا.
وأضاف: وإذا كان لا يعلم أنه يؤدي إلى القتل لكنه يضر بصحة الإنسان فإنه آثم إثمًا عظيمًا لا محالة، كما أن التجاوز في حق البيئة بإفسادها بما قد يؤدي إلى قتل النفس هو بمثابة قتل للنفس أيضًا، مما يتطلب تغليظ العقوبات على كل هذه الجرائم في حق الإنسانية.
وتابع: أما الإحياء في الآية الكريمة فهو إحياء معنوي يعني الاستنقاذ من الهلكة والضياع، بالعمل على إبقاء حياة النفس الإنسانية على قيد الحياة، سواء بدفع الهلاك عنها، أم بتوفير ما تحتاج إليه من طعام وغذاء أو علاج ودواء، أو تعبيد للطرق وإقامة لشتى شئون وجوانب العمران، وفي ذلك حث على أن يقوم الإنسان بالإحياء لا الإماتة، إحياء للبشر والشجر والكون كله بالحفاظ على مقومات الحياة وإصلاح ما فَسدَ أو أُفْسِدَ منها.