باحث: مصر تتحرك بدبلوماسية هادئة وصبر استراتيجي في ملف سد النهضة


أكد هاني الجمل، الباحث في الشؤون الإفريقية، أن الدولة المصرية ما زالت تتبع نهجًا دبلوماسيًا هادئًا وفعّالًا في التعامل مع أزمة سد النهضة، مشددًا على أن التحرك المصري يندرج ضمن استراتيجية "الصبر الاستراتيجي" التي تقودها الدبلوماسية الرئاسية منذ سنوات.
وفي تصريحات لبرنامج صباح البلد على قناة صدى البلد، أوضح الجمل أن مصر ترفض القبول بأي واقع تفرضه إثيوبيا من جانب واحد، من خلال استكمال بناء وتشغيل السد دون التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم. وأضاف أن القاهرة تتحرك في مسارات متعددة، من بينها التوجه إلى مجلس الأمن بشكوى رسمية تطالب بـ: الحفاظ على الحقوق التاريخية لمصر والسودان في مياه نهر النيل، إلزام إثيوبيا بعدم الانفراد بالتحكم في المورد الحيوي الرئيسي لشعوب المنطقة.
وأشار إلى أن خطورة سد النهضة لا تكمن فقط في حجمه أو آلية تشغيله، بل تمتد إلى موقعه الجغرافي الحساس، حيث يقع في منطقة نشطة زلزاليًا وبركانيًا، ما يشكل تهديدًا وجوديًا، خصوصًا للسودان، الذي قد يتعرض لكارثة في حال حدوث انهيار مفاجئ.
ولفت إلى أن مصر اتخذت إجراءات فنية واستراتيجية استباقية، مثل تطهير مفيض توشكى، وتبطين الترع، وإنشاء شبكات تصريف مياه قوية للتعامل مع أي سيناريو طارئ.
وأكد أن لدى مصر خبراء رفيعي المستوى في مجالي المياه والطاقة، يتابعون كافة التطورات الفنية المتعلقة بالسد بدقة، مشيرًا إلى أن القاهرة سبق أن اقترحت إشراك بيوت خبرة دولية لدراسة المشروع من جوانبه كافة، إلا أن إثيوبيا رفضت تلك المقترحات.