علي جمعة: من أراد تجديد الدين عليه أن يقتل التراث «فيديو»
من أراد التجديد عليه أن يقتل التراث، تناول الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف قضية تجديد الخطاب الديني، مشيرًا إلى أن الشيخ أمين الخولي رحمه الله قال من أراد التجديد فعليه ان يقتل التراث درسًا وفهمًا وتعميقًا.
وأوضح جمعة، خلال تقديمه برنامج «مصر أرض المجددين»، المذاع عبر فضائية «أون»، أنه بعد دراسة التراث بشكل موسع وببحث مستفيض يمكن حينها للعالم الاختيار والتفضيل بين الآراء، وإبداء القبول والرفض للمسائل، وكل هذا لا يأتي إلا بالفهم الجيد لكافة الأبعاد والرؤى للمسائل الفقهية.
وأردف عضو هيئة كبار العلماء: «أما من يرفض أمرًا بدون فهم فهو بهذا جاهل والمرء عدو ما يجهل»، مشيرًا إلى تحقيقه لحاشية الإمام الباجوري «جوهرة التوحيد» وهي عبارة عن قصيدة شرحها الشيخ إبراهيم اللقاني ثم عمل حاشية على الشرح وجاء بالشرح لكونه معطاءً، وعبارته سهلة ودقيقة ونسقه بتخريج الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، وأبيات الشعر، وتعريف الأعلام.
ومضى المفتي الأسبق: «بعد ذلك جعلت تحقيق الحاشية في فقرات وأسميت كل فقرة بعنوان وهو خدمة للكتاب لتسهيل الفهم للطالب لأن الهدف قراءة الطلاب والفهم وليس الحفظ فقط، والإمام الباجوري له أكثر من حاشية منها حاشية على الفقه وحاشية على المنطق وحاشية التوحيد واسمها جوهرة التوحيد التي حققتها».
اقرأ ايضًا: علي جمعة: فكر محمد عبده الإصلاحي والتجديدي أثر على الأزهر بشكل كبير
الفكر التجديدي
وفي سياق آخر تحدث الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق، عن فكر الإمام الراحل محمد عبده الإصلاحي والتجديدي، مشيرًا إلى أنه كان يرى إصلاح الأمة من الناس وصولًا إلى رأس الدولة.
وقال جمعة: «الإمام محمد عبده وهبه الله فكر الإصلاح والتجديد، ودائمًا نفرق بين الإصلاح والتجديد، فالإصلاح يفترض أن ما سبقه كان خطأ، أما التجديد فيفترض أن ما سبق كان صحيحًا، ولكن لكل زمان واجب لابد أن دركه ولا نقصر في فعله، فمحمد عبده كان يجمع بين الاثنين فهو مصلح ومجدد».
اقرأ أيضًا: عقوبته شرعًا وقانونًا.. علي جمعة يحذر الشباب من هذا السلوك القبيح «فيديو»
وأردف مفتي الجمهورية الأسبق: «في مشروع محمد عبده التجديدي أراد أن يتعامل مع الواقع، ثم أراد أن يدرك الواقع، ثم يتفاعل مع هذا الواقع، ثم التأثير في الواقع وتغييره؛ فبدأ مشروعه التجديدي بالتعامل مع الواقع، وظهر هذا جليًا في الوقائع المصرية، ثم انضمامه للثورة العرابية».
وأكمل جمعة: «وانضم محمد عبده بعد ذلك لمدرسة جمال الدين الأفغاني، وبعدها اختلف معه من أجل قضية التعامل مع الواقع؛ فكان جمال الدين الأفغاني يقدم الدولة على الأمة، ويقول نسيطر على الدولة أولًا ثم نتحرك منها ونحمل بعدها الأمة على الالتزام والتغيير، والحضارة والتعليم، بينما الإمام محمد عبده كان يرى العكس بأن يقدم الأمة على الدولة، يعني إصلاح الناس أولًا وتعليمهم وجعلهم يعيشون في نظام وبعد ذلك ستتقدم الدولة».
وأشار عضو هيئة كبار العلماء، إلى أن الإسلام لابد أن يبدأ من القاعدة إلى القمة وإلا فستكون ديكتاتورية وإجبار وإكراه، والإسلام يقول «لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي»، لافتًا إلى أن مشروع محمد عبده الإصلاحي له أثر كبير على الأزهر، ووصل بعد ذلك لعضوية المجلس الأعلى للأزهر لكونه مفتي الجمهورية».
اقرأ أيضًا: مخالفة عُبَّاد الشمس.. هذه الأوقات حذّر النبي من الصلاة فيها
