ما معنى المطففين؟.. وسبب نزول السورة
ما معنى المطففين؟ ذم الله سبحانه وتعالى المطففين، وتوعدهم رب العزة بالعذاب والعقاب، عن ما اكتسبوه من خلق ذميم وخصلة سوء، فقال في كتابه «وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ [1] الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ [2] وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ [3] أَلَا يَظُنُّ أُولَٰئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ [4] لِيَوْمٍ عَظِيمٍ [5] يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [6]» سورة المطففون:1ـ6.
من هم المطففين
ذكر الإمام ابن كثير رحمه الله معنى التطفيف قائلًا: والمراد بالتطفيف ههنا البخس في المكيال والميزان، إما بالازدياد إن اقتضى من الناس، وإما النقصان إن قضاهم.
أي أنه إذا أخذ لنفسه أخذ أكثر من حقه، وإذا أعطى أعطى أقل من الواجب.. كما قال تعالى: {إذا اكتالوا على الناس يستوفون} أي يأخذون حقهم بالوافي والزائد، {وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون} أي ينقصون.
ما هو التطفيف
وذكر بعض أهل العلم أن التطفيف الذي ذكر في الآيات الكريمات المقصود به هو بخس الناس حقهم في المكيال والميزان وما يوزن، وذلك لأنه كان أكثر استعملات القوم في ذلك الوقت.
وذهب جماعة من العلماء إلى معنى آخر آكثر شمولًا فقالوا إن المقصود بالتطفيف في الكيل والوزن والوضوء والحديث وكل ما يتعلق بحياة المسلم.
وروى عن سالم ابن أبي الجعد قال: الصلاة بمكيال، فمن أوفى أوفي له، ومن طفف فقد علمتم ما قال الله عز وجل في ذلك {ويل للمطففين}". قال النابلسي: ويلحق بالوزن والكيل ما أشبههما من المقاييس والمعايير التي يتعامل بها الناس.
سبب نزول السورة
وذكر بعض أهل العلم أن سبب نزول السورة هو ما أخرجه النسائي وابن ماجة عن ابن عباس قال: لما قدم النبي صلى اللّه عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلًا، فأنزل اللّه تعالى: {ويل للمطفِّفين} فحسنوا الكيل بعد ذلك".
وقال القرطبي رحمه الله: وقال قوم: نزلت في رجل يعرف بأبي جهينة، واسمه عمرو؛ كان له صاعان يأخذ بأحدهما، ويعطي بالآخر.
كبيرة من الكبائر
وأكد العلماء أن التطفيف كبيرة من الكبائر، إذ جعل الله أخذ حقوق الناس وبخسهم من أعظم الذنوب، وقد ذكر رسولنا الكريم أن المطفف يعاقبه الله في الدنيا بالقحط والجدب
عقوبة التطفيف في الدنيا
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ، لَمْ تَظْهَر الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ(ابن ماجه)، ويعاقب المطففين بمقت الله وعذابه، كما حدث لمدين قوم سيدنا شعيب عليه السلام.
عقوبة التطفيف في الآخرة
ويعاقب كل مطفف يوم القيامة بعقابين كماذ ذكر أهل العلم اولهما هو أن يقذف به في نار الويل قال تعالي: «ويل للمطفيين»، والثانية ذكرها ابن مسعود رضي الله عنه حين قال: "القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها إلا الأمانة.
واقرأ أيضًا..
هل الغش في الامتحان يُخرج من الملة.. الإفتاء توضح
ماحكم لبس الرجل الأساور الجلد والبناطيل المقطعة.. الإفتاء تجيب



















