خاص| قصيدة «يا طائفًا بالبيت» تحيي مناسك الحج في النفوس للشاعر أحمد مرسي

تهفوا قلوب نحو ملياري مسلم في هذه الأيام المباركات إلى مكة المكرمة؛ كيف لا وهي على موعد مع استقبال شعائر الركن الخامس من أركان الإسلام، ركن الحج الأعظم.

ودائمًا ما يكون الشعراء أكثر قدرة على التعبير عن المشاعر، فهم أصحاب لسان، ولغة، وبلاغة، وتعبير؛ وعليه أهدى الشاعر أحمد مرسي إلى «بوابة مصر2030» قصيدة تعبر عن مشاعر كل مسلم يهفو قلبه نحو الحج، تحت عنوان: «يا طائِفًا بالبيتِ»، أبدع خلالها في الوصف، واستخدم فيها من المحسنات البديعية ما جعل كلمات القصيدة تمس قلوب، ومشاعر كل من يقرأها، ونتركك عزيزي القارئ مع القصيدة في السطور التالية:

يا طائِفًا بالبيتِ

مَا لِي إلَهٌ في الوُجودِ سِـــواكَا

في القلب نورٌ ساطــــعٌ ودليلُ

والذنبُ أثقلَ كـــاهلي رُحماكَا

ودموعُ عيني كالبحـــارِ تسيلُ

يا ربُّ يمضي الليلُ في نجواكَا

والشوقُ في قلبي أسىً وذهولُ

يا ربُّ إنِّي عاشقُ لــــــرضاكَا

فرضاكَ عِندي غـــــايةٌ وسبيلُ

أنتَ الذي في القلبِ ما أبهاكَا

قد جِئتُ بابَكَ لا سوايَ ذليلُ

فجعلتَ بيتَكَ طـــاعةً وفريضةً

رُحْماكَ إنــــي في حِماكَ نزيلُ

ولبستُ للإحرامِ ثوبا ناصـــعًا

كالفجرِ نورٌ عـــاطرٌ وجميلُ

يا طائفًا بالــبيتِ تبغي رحمةً

بادرْ فإنَّ الــــعمرَ ليسَ يطولُ

وابدأ طَوافَكَ عند أسعدِ (أسعدٍ)

بإشـــــارةٍ دُستورُها التقبيلُ

هَلِّلْ وكبِّرْ فِي الطَّــــــوَافِ مؤَمِّلًا

إنَّ الْكَريمَ بِعَبْدِهِ لَكَـــــــفيلُ

فإذا انتهيت فركعتان صبَابَةً

بمقامِ إبراهيمَ نِعْمَ خَليلُ

وابدأ لسعيِكَ بالصفا مترَجِّـــلاً

واختِم بمروةَ تاجُها الإكْــــليلُ

كلُّ الشعائرِ طــــاعةٌ وعبادةٌ

يدعو لــــها القرآنُ والتَّنْزِيلُ

ثم ارتشفْ من مـــاءِ زَمزمَ علَّهُ

يَشفِي قلوبًا كي تُنارَ عُقـــولُ

عَرفَاتُ للحُجَّاجِ ركنٌ أعـــظمٌ

نفحاتُ ربِّي والفضـــاءُ ظليلُ

لبيك يا ربي بقلبٍ صــــــــــاغرٍ

فالنّبضُ مشتاقٌ إليكَ عـــــــــليلُ

ظهرًا وعصرًا والجموعُ غفيرةٌ

فيها الصلاةُ تهـــــــــجُّدٌ وهديلُ

قد فاضتِ الرحماتُ من عرفاتِنا

والرَّكبُ ساعٍ بالتُقَـــــــى مشغولُ

بعد الغروبِ سُرَىً إلى وادي مِنَى

والشوقُ عند العارفين رَســــولُ

يا ربُّ جئنا كي نطَـــــــهِّرَ جَمْعَنَا

فامسحْ دموعًا بالخشوعِ تسيلُ

سِرْنا وفودًا نبتغي جَمــــــراتِنا

لبَّيْك ذكرٌ ناصِـــــــــــــعٌ وجميلُ

نسعى بحُبٍّ تكــــــتَوِي عَبراتُنا

لبيكَ هذا الذِّكرُ والتَّهْــــــــــــليلُ

فإذا تعــــــــــجَّلْنا فمَا مِنْ مَأثــــمٍ

ومتَى تَأخَّرْنَا فَثَمَّ قَبُـــولُ

ومَتَى أفَضْنَا فالطَّوافُ إفاضةٌ

والْخَتُمُ سَعْيٌ أجْرُهُ مَــــأمُولُ

الحَجُّ أركانٌ وفرضٌ جــــامعٌ

يا ليتني فِي فَضْلهِ مَـــــشمولُ

إيَّاك أن تنسى زِيَارَةَ أحمدٍ

دِرعُ الُنبوةِ سيفُها المـــسلولُ

مسكٌ وعطْرٌ ذَا مَـــقامُ جنابِهِ

والحُبُّ ذِكْرٌ للــــــمديحِ جزيلُ

وطوُافُنَا عند الـــوداعِ بحُرْقةٍ

دمعٌ لهُ شَوْقٌ سَقَاهُ رَحِيلُ

********

شعر / أحمد مرسي