من أرض النوبة.. «مها جميل» فنانة تحول الجداريات القديمة للوحات فنية
رسومات بألوان متناغمة على جدران النوبة السمراء، امتزجت مع طبيعة أسوان كمعزوفة موسيقية، تكاد تصدر صوتاً من شدة جمالها، نقوشها تجسد وجوه أهالى وأطفال النوبة، لتجعل من الجدران القديمة جداريات تتطل كلوحة فنية مرسومة بأنامل ابنة أرض الذهب، رسوماتها لها رونق جمالى يحاكى الطبيعة وقصص من الواقع.
"مها جميل" ابنة أسوان السمراء تطوعت لتجعل مدينتها تطل كالعروس، و ترسم الجداريات القديمة لتظهر فى ثوبها الجديد، كل هذا لشغفها بالرسم وحب الوطن وجذب أنظار السياح لرؤية الجمال النوبى وحضارة مصر، وتترجمها عن طريق لوحاتها الفنية على الجدران.
فتاة من أسوان تترجم جمال النوبة على الجداريات القديمة
التقت بوابة "مصر 2030" مع المبدعة "مها جميل" ابنة أرض الذهب أسوان لتروى رحلتها فى التطوع لتجميل الجداريات القديمة بأسوان، لتبدأ قائلة: منذ نعومة أناملى ولدى شغف بالرسم وخلط الألوان، وأعشق رسم كل جميل تراه عينى لأنثر البهجة وأدخل السرور على قلوب الجميع، وأصبح شغفى بالرسم يزداد كلما أكبر إلى أن التحقت بكلية الفنون الجميلة، ودرست بدقة كل ما يخص الرسم وامتزاج الألوان والرسم بخامات وأدوات مختلفة، واتجهت للمشاركة المجتمعية لأمنح طاقة إيجابية وقررت أن أنشر طاقتى الإيجابية والأمل على الوجوه، وبالفعل نصحنى زميلى على عبدالحميد بالدراسة، بأن أرسم على مساحات كبيرة كالجداريات ومن هنا كانت بداية الطريق.
وأكملت "مها" رسمت على الجدران بشوارع أسوان منذ 10 أعوام وحتى الأن، وكانت بدايتى بعدما شاهدت الكثير من مقاطع الفيديو الأجنبية عن طرق الرسمة المختلفة على الجدران والمساحات الكبيرة، وبدأت التنفيذ والرسم بشوارع أسوان، وكانت ردود أفعال الناس تشجعنى بأن استكمل تجميل ملكة السياحة أسوان، كما قمت بالاتفاق مع زملائى وكونت فريقا، وبدأنا ننزل فى فترات الليل لأن شمس أسوان بالنهار شديدة الحرارة، ونرسم على نفقتنا الخاصة ونخرج إبداعنا للنور ولأنظار المواطنين.
وتابعت الرسامة قدم مجلس مدينة أسوان الدعم بالمسكن والطعام ووسائل النقل بعدما وجد أننى أجمل المدينة بمجهودى وبحب، واستمرت رحلتى بالرسم بقرى ومدن المحافظة حتى أحولها للوحة فنية، كما شاركت بأكثر من 100 معرض بالقاهرة من سفارات وهيئات مختلفة ومعارض ثقافية وحصلت على العديد من التكريمات.
اقرأ أيضا: «التريكو» شكل تانى بإبرة صيدلانية..هيام دكتورة خياطة هتبهرك بشغل الإيد
و أدعوا الرسامين والفنانين للتطوع لتجميل المدن والقرى حتى نحافظ على جمال بلدنا الحبيبة مصر، رغم مشقة العمل والسفر إلا أننى أعشق تحويل كل شئ إلى لوحة فنية، وإعادة تجميل أكشاك الكهرباء والمنازل والمحلات القديمة برسوماتهم المبدعة، وشعرت بالمتعة عندما قمت برسم وجوه أطفال القرى على الجداريات وعند رؤيتهم سعدوا بها وهذ هو هدفى إدخال الفرح والسرور وجبر الخواطر.
